ظهر سوار الطاقة عام 2007 وهو عبارة عن - وفقاً لصانعيه - معصم صغير من المطاط مزود بصورة ثلاثية الأبعاد أو ما يسمى بالهولوغرام تقوم بتحسين التدفق الطبيعي للطاقة في جميع أنحاء الجسم وتحسين القوة والتوازن والمرونة ، مما ينجم عنه زيادة القدرة على الأداء الرياضي , وقد قال مصنعو السوار أن الصورة الصغيرة به مبرمجة من خلال عملية لم يتم الكشف عنها ويمكن وضعها في القلادات والمعلقات أو الخلاخل وغيرها .
بدأ عدد كبير من الناس ابتداء من الرياضيين ومشاهير السينما الأمريكية وغيرهم ، وانتهاء بعامة الناس بارتداء عصابات الطاقة والتوازن اعتقاداً منهم بأن هذه العصابات تمد الجسم بالطاقة ، كما بدأوا في التحدث عن فوائدها المبهرة في تزويد الجسم بالطاقة .
فهل لهذا السوار البسيط المكون من حلقة من المطاط فعلاً هذا المفعول السحري في تحسين الطاقات الحيوية للجسم وزيادة اتزانه ؟
تم الترويج للمنتج من خلال تأييد المشاهير لاستخدامها ، وأصبح ارتداء الرياضيين المحترفين لها موضة منذ عام 2010 ، وهذا ما دفع بأحد الصحفيين ليقول أن عدد مستخدمي هذه الأساور بين الرياضين المحترفين جعلها تبدو وكأنها معالج الكريستال للعصر الجديد ، حيث ذكر بعض الرياضيين المشهورين أنهم شعروا بتحسن أدائهم بعد لبسهم لسوار الطاقة ، وقد دفعت الشركة لبعض الرياضيين لاستخدام صورهم في الدعاية للشركة .
اعترفت الشركة المصنعة "Power Balance and EFX Performance" منذ البداية أنه ليس هناك دليل علمي موثوق على ما يزعمونه من قدرة هذه الأساور على حفظ توازن الجسم وتحسين مستويات طاقته ونشاطه الرياضي ، سوى التجربة وبعض الاختبارات الدعائية الموجودة على موقع الشركة لتأكيد فائدة تلك الأساور المزعومة ، فقد ورد في مقال نشرته جريدة "دايلي تيلجراف" على لسان المتحدثة باسم الشركة : "أن استخدام الذبذبات التي تنشرها الأساور لتحسين اللياقة الرياضية والصحة يعود لفلسفة صينية قديمة ، وأنه لا يوجد دراسات علمية تؤكد ذلك" ، وقد أوضحت الشركة " أنها تحمل شهادات من المستخدمين تفيد بأن السوار يقوم بتحسين الأداء الرياضي ، وحتى عام 2010 استمرت الشركة في الادعاء بأن السوار يعيد للجسم التوازن الكهربائي بسبب الصور المجسمة والتي تحتوي على تردد كهربائي .
في ديسمبر من نفس العام وبعد إجراءات قانونية ناجحة قامت بها لجنة "حماية المستهلك الأسترالية" أجبرت فيها الشركة على الاعتراف بأن منتجاتهم ليست سوى تضليل إعلامي وأن لا فائدة مرجوة منها سوى أنها سوار من المطاط ، وأن الاختبارات البسيطة والتي أعلنتها الشركة كدعاية لمنتجاتها وجربتها على الكثير من عامة الناس لتقنعهم أن أساور الطاقة تمنح الجسم التوازن والقوة والمرونة بمجرد ارتدائها ، ما هي إلا تحايل وتلاعب على المستهلكين ، وقد أكد بعض المختصين أنها ليست سوى خدع بسيطة أثبتوا عدم فعاليتها ، وتوهم المستهلك بفوائد تلك الأساور الغير موجودة فيها ، وقد أصدرت لجنة حماية المستهلك تقريراً صرحت فيه أن الشركة تعرض إعادة ثمن الأساور للمستهلكين الذي يشعرون أنه قد تم تضليلهم ، وتم اتخاذ بعض الإجراءات القانونية الأخرى بحق الشركة ، ومنها حذف المقاطع الإعلانية عن موقع الشركة ونشر دعاية تصحيحية لمنع التضليل , وتغيير طريقة تعبئة المنتج وغيرها من الإجراءات التي تمنع التلاعب بالناس والاستخفاف بعقولهم.
وفي عدة دراسات قامت بها عدة جهات أجنبية من بينها كلية العلوم الصحية بملبورن وجامعة ويسكونسن ، وفي اختبارات قام بها أبطال أوليمبيون كالبطلة دومنيك داوس التي تعمل لحساب أخبار الأسبوع ياهو ، وأطباء كالدكتور ريتشارد سوندورز ، أظهرت جميعها بعد إجراء عدة اختبارات على الرياضيين حصل فيها بعض الرياضيين على أساور الطاقة الأصلية بينما حصل الآخرون على أساور وهمية ، وخضع الرياضيون لاختبارات اتزان ومرونة وقوة وبعدها تخلصوا منها وأعادوا القيام بتلك الاختبارات مرة أخرى بدونها ، فأظهرت نتائج الدراسات والاختبارات أن أساور الطاقة ليس لديها أي تأثير مقارنة بالعلاج المموه على أداء الرياضيين .
وفي تجربة أجراها الأستاذ "جون بوركاري" بقسم العلوم و ممارسة الرياضة في جامعة ويسكونسون لا كروس اختبار على 42 رياضي لقياس التوازن والمرونة والقوة والقفز العمودي ، وأكدت التجربة عدم وجود فرق في النتيجة قبل وبعد ارتدائهم للسوار في حالة عدم معرفتهم بماهية السوار ، ورصدت التجربة تحسن في الأداء الرياضي بعد ارتداء السوار ومعرفته مما يؤكد فكرة التأثير من خلال الوهم فقط .
كما أن الدكتور جاريث إيروين رئيس قسم الآلية البيولوجية بمعهد كارديف التابع لجامعة ويلز وافق على إجراء اختبارات أساور الطاقة عن طريق اختيار 10 من الرياضيين الذين يرتدون أساور الطاقة اختياراً عشوائياً ، وكانت النتائج أن الاختبارات أظهرت عدم وجود فَرق بين ارتداء السوار الوهمي وأساور الطاقة من حيث الفروق الإحصائية ، وأن وظائف الأعضاء لم تتغير بارتداء أساور الطاقة على الإطلاق , ووجه الدكتور النقد إلى هذه الأساور واعتبرتها وهماً وعلماً زائفاً.
---------------------------------------------------------------------------------
لا تنسى الاعجاب بصفحاتنا على الفيس بوك